الحقيقة أم الكذب

سأتحدث عن شيء قد يبادر بالتوغول الي أدمغة الناس حين يتعمقون بالتفكير وقد يفقدون عقلهم وهم يتسائلون عن الإجابة وقد يفقد المرء طريقه وقد ينتحر حيث أنه اكتشف ان الإجابة عن هذا السؤال المهم هو امر مستحيل ربما هو غير مؤهل أو أن الحياة لا قيمة لها البتّة،لذا يحذر الناس من التفكير في هذا السؤال،و قد يصل الأمر الى تحريمه ايضًا فهو أمر محظور التفكير فيه من قبل بعض الناس.

وهو الصواب و الخطأ و ما السبيل لمعرفة ماهو الصواب و الخطأ، الشك و الإيمان و أهمية كل منهما لدى مجموعة من الناس دون الأخري حيث احداهم يعتمد على الشك دون الإيمان و الاخرى على الايمان دون الشك،وما آثار كل منهما على تلك المجموعات،و بحكم طبيعة تفكيري للأشياء سأتكلم عن كيفية العيش بشخصية شكاكة ريابة

حقًا لقد كان -ومازال-الأمر عبارة عن مأساة حقيقية عدم تقبل تشكيكك للأشياء من قبل من حولك و خاصتًا اذا كنت طفل شكاك رياب ولمن تسأل و لمن تلتمس في التحصيل على اجابات لتلك الأسئلة المحظورة؟ فهم جميعاً يبثون بداخلك كل انواع الكلام، منه اللطيف و القاسي، لكي تؤمن فقط ولا تفعل اي شيء الا لتؤمن، أؤمن ايها الحقير ولماذا لا تؤمن؟
لا اعلم حقًا لماذا لا أؤمن وحديثهم كان يبث بداخلي رعشة الي قدمي، لماذا لا اؤمن؟ و كيف اؤمن؟ و لماذا اؤمن؟ وكيف هو الإيمان؟ لم افهم وقتها لماذا كانو يخافون التشكيك بالأشياء و تقبل الضد تمامًا بالرغم من ان الضد آت من نفس المصدر وهو الإيمان نفسه!! ولكن، السؤال الاهم حقًا هو :لماذا يعتقدون ان الإيمان شيء هام جدًا حتى انهم لا يستطيعون فهم طبيعتنا التي تميل للشك؟ لماذا يظنون اننا نعيش جحيمًا بمجرد التفكير بالتشكيك بالمعتقدات و الأديان؟
ان الأمر كله-وهذا من وجهة نظري التي استنتجتها عن طريق تحليل تصرفات بعض الناس- بأنهم ولا اعلم كيف و لماذا ولكن، ولكن انهم يحتاجون إيمانهم بالأشياء كحاجتهم للماء و الهواء،انهم يحتاجون الإيمان ذاته عن الشيء الذي يؤمنون به، حيث ان لا يوجد اساس معين لإختيار ما تؤمن به، انهم حتى لا يختارون ربما يختار لهم، و ربما يبحثون قليلًا ولكن في الاغلب ولهذا نجد ملايين و ملايين من الاله و الاديان والمذاهب المختلفة و التي كان بالفعل هناك من يؤمن بها ايمان قاطع لا تشكيك فيه بالرغم من عدم منطقية وواقعية هذه المذاهب، ولهذا نستنتج ان ايمانهم لا يستند على امور منطقية وواقعية بل انه الشعور وحده هو المسؤول عن ايمانهم هذا فقط، و لهذا الدين نزل داعيًا للأخلاق بالرغم من ان الإنسان فطر على الخير،لأن هناك ناسًا تحتاج الى إرشاد فهم لا يستطيعون ان يسيروا دون نهج قد كتبه اليهم احد اعلم و افضل، ذلك لأنهم اذا لم يكن هناك نهج سيكونون ضائعين، ان ذلك النهج يبث بداخلهم راحة لا نشعرها نحن الشكاكون الريابون،ربما يبث حياة و سبب يعيشون لأجله، و سبب لتحمل ما يتحملوه من صعاب، ربما وهم ليهربوا منه من بعض الأشياء التي قد يواجهوننها ، إنّهم قد يؤمنوا بوجود الاله ولا يتبعوا ما قاله بشكل صحيح لأن كل ما يتملسوه من الإيمان و العقيدة ذلك الشعور بالإنتماء و الأمان و الراحة.

حسنًا! ما اردت قوله ايضًا، ان الشك و الريبة ليسا شيئًا سيئًا على الإطلاق، بل هو مقرف و مؤذي ايضًا، انت حتمًا لا تعرف كيف افكر انا قبل ان اطلب شيء اشربه كقهوة او طعام لا اصنعه بنفسي، التفكير بكيف صنع و بماذا صنع، هل صانعه ارتدي قفازات؟ هل المكونات ناضجة، آه حتمًا سآكل فئران، واقول لنفسي اذا اقدمتي على شراؤه فأنت تشربين/تأكلين خلاصة ما كان بالحشرات و الفئران، فأنسحب فورًا او لا انسحب و لا اعلم لماذا ،فأبدأ بأكله بينما تلك الأفكار لا تفارق عقلي، اني اكل شيء لا اعلم كيف صنع وانا آكله الآن،ان الأمر يصل عندي حد الوسواس، انا احتضر عقليًا حقًا، وليس وكأن الايمان امر جيد حقًا ف هؤلاء الأديان كلها يدعون لعدة ملايين من الآله و النظريات و الفرضيات و من المفترض ان احداهم هي الصحيحة فقط!

بينما الشك و الريبة قد تجعلك على علم بكل الإحتمالات تقريبًا وان كانت غبية حمقاء، و مؤذية لك قبل اي شيء، انها تحذرك و تحميك من المفاجأة، فأن اصبت بڤيروس كبدي لن اتفاجأ فأنا اكلت فأر بالفعل ،المهم انها تقيني كما تؤذيني وليس هذا مهم بقدر الشيء الذي سأقوله:
ان الإيمان كالشك و الريبة من حيث انهما حاجة للإنسان كالماء و الهواء، انا و بدون ادراك مني اشك بكل شيء، له اضراره كما فوائده ولكن ليس المهم العلم بالمميزات او السلبيات لشيء كالإيمان، كما لو ان الأمر بيدنا نحن لنختاره؟ انه لا يوجد حل آخر سوى الشك او الايمان وهذا يعتمد على الشخص ذاته.
انه امر خارج عن ارادتنا نحن كما هو خارج عن ارادتهم هم، انهم يحتاجون نهج سواء خاطئ -وهو مفهوم نسبي-، صحيح ام مجهول، فهم يحتاجون لنهج لا يشككون به، بل هم لا يستطيعون اصلًا.

ونحن لا نستطيع ان نؤمن كما هم لا يستطيعون الشك، نظل هكذا نشك و نرتاب ربما نبحث و نجد الإجابة فنرتاح ولكن لا تمر ثانية حتى نشك مرة اخرى بأشياء اخري، و ربما لا نبحث لعدم قدرتنا على ذلك فنستسلم او نعذب انفسنا بأسئلة اخرى و شكوك أخري دون اجابات، و العظة من هذا كله -إن كانت عظة اصلًا فهي لمجرد العلم بأن الناس مختلفون حقًا،وانه لا يوجد شيء حقيقي قد يعبر عما هو صحيح وخاطئ وكل ما نفكر به ليس الا حصيلة تفكير من عقل او مجموعة عقول وان العقل غير ملزم بدقة المعلومات بل ملزم بالحصول عليها فقط سواء كانت صحيحة حقًا ام لا-

ان لكل منهما -الشك او الإيمان- عيوبه و مميزاته، ومن يملك قسطًا من الإثنين، لا تتعجل فأنا لن اقول بأنه مثالي، فهناك صفات لا نهائية و الضد الخاص بها و قد يكون قد إنحاز لأحد الصفين دون الآخر وفقد مميزات احدهم دون الآخر ايضًا.
ان البحث عن الحقيقة امر يعيش الجميع لأجله وربما يكون الامر صادمًا للكثير اكتشاف تلك الحقيقة المرة، ان الأمر مجهول مجهول حقًا، وان ذلك العالم لم يكن ليخبرنا سره ابدًا و سنظل هكذا نبحث ونستنتج دون اي دليل قد يثبت مصداقية ابحاثنا،وان الأمر مخيف للغاية معرفة انك ربما تكون على خطأ،لهذا يحتاج البعض لذلك الإيمان لعدم تقبلهم لذاك الشعور، ربما كان الإيمان نتيجة خوفهم من تقبل تلك الحقيقة.


كتابة: Venom002

Leave a comment

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

Design a site like this with WordPress.com
Get started